فاتن حمامة
تبدو الصورة هادئة بالأبيض والأسود، فى مصر الخمسينات والستينات حين كان الزمن غير الزمن والبشر غير البشر، لكن فاتن حمامة، سيدة الشاشة العربية، لم يتوقف بها الزمن عند تلك الصورة الرومانتيكية التى اختفت، فهى واحدة من النساء القلائل اللاتى يمثلن ضمير مصر وروحها القادرة على التحدى والمواجهة وصناعة الأمل، لذلك تتابع بشغف ما جرى ولا يزال يجرى على الساحة السياسية والاجتماعية والفنية منذ 25 يناير 2011 حتى هذه اللحظة، على الرغم من تحذيرات الأطباء المتكررة لها. تبدو فاتن حمامة وكأنها المرأة التى تحمل بداخلها تاريخ الوطن بكامله، فقد تابعناها على الشاشة طفلة ثم فتاة ثم امرأة ناضجة ثم متوجة على عرش السينما العربية، كأننا نتابع معها ما مر بمصر، وكانت وستظل رمزاً لكل القيم المحترمة، فرغم ابتعادها عن العمل الفنى ما زالت تحتل فى قلوبنا صورة خالصة للضمير النقى. واليوم حين تحاورها «الوطن» إنما تحاور من خلالها كل أمهات مصر، ترى الحياة بعيونهن وبمشاعرهن، تقرأ الحاضر دون تجميل ولا تزييف، تتحدث عن مخاوفها وعن أحلامها للمستقبل، عن القتيل والقاتل، عن انتخابات الرئاسة والشباب الثائر.. وإلى نص الحوار:
■ نبدأ من قبل 30 يونيو، كيف ترين هذه الأيام؟
- أيام حسنى مبارك حدث لى ذهول، لم أكن متصورة أن تشهد مصر كل هذه الأحداث، ولم أكن أتخيل أن الأمور بهذا السوء، كنت أشعر أن الناس مخنوقة بسبب الظروف المادية، وأزمات المواصلات، وأن ذلك يعود لارتفاع معدل المواليد، وعدم تحديد النسل، خاصة أن الحديث عن ضرورة تحديد النسل بدأ منذ سنوات، وحتى الآن، وتحدثنا عن هذه المشكلة فى فيلم «أفواه وأرانب»، والحقيقة إذا استمر الحال هكذا ستحدث كارثة.
■ وفترة حكم الإخوان؟
- رأيت هذه الفترة العصيبة كما رأيتها أنت، وكما رآها كل شخص يحب هذا البلد، وفى البداية كان من حولى يقولون لا نريد أن نحكم عليهم حكماً مسبقاً، لكن مع مرور الوقت رأينا كيف يحكمون، والحقيقة أننى لم أكن أتوقع أن نتخلص منهم بهذه السرعة، وأعتبر التخلص منهم معجزة، وذات يوم بعد 30 يونيو كنت أسير فى الشارع وفاجأتنى سيدة بقولها لى «مبروك نجحنا»، وهذا يعنى أن الناس كانت تهنئ بعضها بعضاً بالتخلص من حكم الإخوان بهذه السرعة، وبالطبع كان هناك أشخاص آخرون يقبضون أموالاً من الإخوان ولا يفهمون شيئاً مما يحدث.
■ هل مرت عليك لحظة شعرت فيها أن مصر تضيع؟
- نعم عندما وجدت الإخوان يلجأون إلى سياسة أخونة كل شبر فى مصر، وقلت أنا كمان شغلى هيروح، قلت لنفسى «أنا مش مشكلة أنا كبيرة»، لكن الحقيقة كانوا يستبدلون كل شىء فى مصر، وأنا مندهشة أن من بين الإخوان أشخاصاً متعلمين.
■ تقصدين أن الإخوان ضد العقل والعلم والمعرفة؟
- هم لا يعترفون سوى بالعلم الخاص بهم، ولا يحاولون تغيير أفكارهم، أو مسايرة العصر.
■ رغم كل مخاوفك.. هل شعرت أنهم سينجحون فى القضاء على مصر؟
- فى وقت ما شعرت بالخوف من ذلك.
■ من المؤكد أنكِ كنت تتابعين الأجواء قبل الثورة.. فهل توقعت أن تنجح الدعوة للتظاهر فى 30 يونيو والتخلص من الإخوان؟
- قبل 30 يونيو كان الناس يؤكدون على بعضهم البعض ضرورة النزول والمشاركة فى مظاهرات ضد الإخوان، وهذا فى حد ذاته كان يمنحنى الثقة.
■ هل توقعت أن يستجيب الفريق أول عبدالفتاح السيسى للإرادة الشعبية ويعزل «مرسى»؟
- بصراحة لم أكن متأكدة، والناس كانت محبطة لدرجة أنهم كانوا يؤكدون أنهم سينزلون للشارع ويتظاهرون ضد الإخوان بصرف النظر عن النتائج ولسان حالهم يقول ماذا سيحدث أكثر مما حدث.
- اقتباس :
- «مبارك» عمل حاجات كويسة كتير للبلد.. ولم أشمت فيه أبداً.. وأخطاء الإخوان تحولت إلى «كوميديا» يسخر منها الشعب.. فقلت لنفسى: لا يمكن أن تحكم مصر بهذه الطريقة
■ هل كنت تصدقين شائعات انتماء السيسى للإخوان؟
- سمعت هذه الشائعة فى البداية، وقال البعض إن عائلته تنتمى للإخوان، لكننى عادة لا أصدق أى شىء ما دمت لا أملك المعلومات الكافية.
■ هل شعرت بالخوف من أن يقع البلد فى الحرب الأهلية بعد عزل «مرسى»؟
- قطعاً لا، كنت أرى معظم من حولى يرفضون الإخوان، خاصة بعد أن تحولت أخطاؤهم إلى كوميديا جعلتهم محور سخرية الشعب فقلت لا يمكن نتحكم بالطريقة دى.
■ كيف ترين المشير السيسى الآن؟
- لم أتوقع أن يقوم بهذا الدور، فقبلها بأيام كان موجوداً خلال خطبة مرسى وبدا متجهماً صامتاً، لا يصفق أو يبتسم، وشعرت وقتها أنه يرى أنه لا أمل فى إزاحة هذه الجماعة.
■ لكنه استجاب للشعب؟
- هو مصرى أصيل، وطنى جداًً وما يرضاش لمصر يحصلها كده، شعر بنبض الناس كلها، وهو نفسه عنده نفس الإحساس كمصرى.
■ البعض يقول إن السيسى فعل ذلك من أجل أن يحكم مصر؟
- لا، والدليل أنه حتى وقت قريب لم يكن قد حسم أمر ترشحه، وكان متردداً، وأعتقد أنه كان يرغب فى البقاء فى الجيش.
■ كيف تنظرين لحملات ترشح السيسى، ورجال الأعمال والمواطنين الذين نشروا صوره فى كل شبر فى مصر؟
- أعتقد أن هذا الأمر ضده، على الرغم من أن هؤلاء لا يقصدون ذلك، لكن الأمر أشبه «بواحد بيحب صاحبه خبطه بطوبة».
■ هل تقصدين أن النفاق والتملق الزائد يأتى بنتيجة عكسية؟
- الشعب شعر أنه المنقذ، لدرجة أننى رأيت سيدة تسير وهى تحمل صورته وتضرب كل من يقابلها.
■ وماذا عن رجال الأعمال؟
- رجال الأعمال يريدون استمرار أعمالهم، ومن المفترض ألا نهاجم رجال الأعمال، لأن بدونهم حال البلد هيقف.
■ لكن الأمر جاء بنتيجة عكسية لدى بعض الشباب؟
- شباب، أنت ذكرت الكلمة المناسبة، هما لسه شباب وثائرين ومتسرعين، فيهم بعض العقلاء وإن شاء الله يدركوا ما تمر به البلاد.
■ لكن الشباب يقولون إن ثورتهم لم تكتمل؟
- نحن فى حاجة لإنسان قوى فاهم فى يده السلطة، حتى يقود البلاد نحو الأفضل، فالحال سيئ، وهو ظهر الآن ولم يتقدم أحد أمامه.
■ هناك من يرى أن مهمة المشير السيسى حال توليه الرئاسة ستكون صعبة؟
جداً جداً جداً.
■ هل تخافين عليه؟
- قطعاً وأتمنى أن يتولى مسئولية وزير الدفاع شخص مثله يحمل نفس مبادئه ويفكر مثله، وداعم له، والحديث الآن عن أنه من خلفية عسكرية، دعنا نتذكر أن أحمد عرابى كان عسكرياً ونابليون كان عسكرياً وعملوا حاجات كتيرة لبلادهم، فليس كل شخص مثل الآخر.
■ ما رأيك فى شعار يسقط حكم العسكر؟
- هؤلاء شباب، ويجب النظر إلى أننا فى بعض الأوقات لم نكن سعداء بهذا الحكم.
■ هل تقصدين أن لدينا تاريخاً سيئاً مع الحكم العسكرى؟
- أحيانا كان سيئاً، وأحيانا كان سيئاً جداًً، ربما كانت بدايته جيدة جداًً وكلنا رفعنا الأعلام، وبعد ذلك شهدنا الكثير من الظلم، وناس كتيرة تعرضت للبهدلة، وهما اتغيروا لكن بعد فوات الأوان.
■ إذا نجح المشير السيسى فى الانتخابات.. هل سيكون حاكماً عسكرياً؟
- لا أستطيع قول ذلك، وأشعر أن الإنسان الذى يحتكم إلى ضميره ويراعى عمله ويحب بلده لا يمكن حد يقدر يؤذيه مننا يا مصريين.
■ المشير السيسى اختبر كقائد للجيش وفى ثورة يونيو وقف مع الشعب، فهل يمكن أن يكون رئيساً جيداً أم لا؟
- ليس لدينا غيره الآن، «وأرى أنه ماستواش فى السياسة»، لكنه فى الجيش شاف حروب واتعلمها.
■ ألا ترين أن خطابه عاطفى؟
- يمكن، البنى آدم الكويس بيبقى شوية ناعم ومش لازم يشخط فيك.
■ البعض يرى أنه يستخدم خطاباً عاطفياً مع المواطنين؟
- عندما يكون يقدم التعازى لأب فقد ولده، فلابد أن يحمل كلامه عاطفة، ومشهد الأهالى المكلومين يجعلنا نبكى فى المنزل.
■ ألا تعتقدين أنه من العيب أن نقول على بلد مثل مصر أنه لا بديل للسيسى؟
- أكيد فيه ناس كتيرة قوى كويسة ومتعلمة وتستطيع أن تتولى المسئولية، لكن اللى ياخد البلد دلوقتى فى الحالة دى إنسان مضحى، مش كل واحد عايز يدخل دلوقتى، يمكن الانتخابات الجاية يظهر ناس كويسة قوى، هذه المرحلة صعبة جداً.
■ هل تتوقعين نجاح السيسى؟
- يا رب، نقول يا رب.
■ أليس هناك حل آخر؟
- دائماً هناك حلول، لكن ليس الآن، لا بد من شخص يمكنه أن يحرك الأمور، ويحسن التعليم والصحة، والتعليم أولاً قبل الصحة، لأن نسبة الجهل مخيفة، ويكفى ما نشاهده اليوم فى شوارعنا بعض الناس يتحركون فى مسيرات ويهتفون، ولا نعرف ماذا يريدون، ولا هم يعرفون ماذا يريدون.
■ هل هذا الجهل يعود للعلاقة بين الدين والسياسة؟
- البعض يحاول أن يأخذ أشياء سيئة ويلصقها بالدين، وهذا بسبب الجهل، والدين الوسطى سمح.
■ البعض منهم يحمل شهادة الدكتوراه؟
- الأمر لا يتعلق بالحصول على شهادات، حتى لو حصل على 60 دكتوراه، هؤلاء يرغبون فى السيطرة علينا.
■ تقصدين أن استيعاب الشباب فى العمل أفضل؟
-لا بد من وجود مشروع قومى كبير الكل يلتف حوله، مشروع نعمل جميعاً على إنجاحه.
■ هل لديك اقتراحات حول هذه المشروعات؟
- لا أستطيع أن أقول إن لدى أفكاراً، لكننى أرى أنهم يدفعون الشباب نحو متابعة الكرة وأشياء من هذا القبيل طبقاً لخطط حكومية، لكن لا بد من دفعهم فى اتجاهات أخرى.
■ هل تتوقعين فوز السيسى باكتساح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة أم أننا سنشهد منافسة قوية؟
- أعتقد ستكون هناك منافسة إذا دخل الشباب فى حالة عناد، لكن علينا أن نفهم جميعاً أن البلد أهم من الكل الآن، ولازم تقف على رجليها.
- اقتباس :
- صُدمت فى محمد البرادعى بعد أن كنت من المتحمسين له جداً.. ومستقبله السياسى انتهى
■ تقصدين أن الشباب ربما يعاند ويمنح أصواته فى اتجاهات أخرى؟
- «ما هما عاندوا قبل كده وودونا فى داهية سنتين، والنتيجة إيه»؟
■ هل تتابعين العنف والإرهاب الذى تشهده الشوارع وتفجير المؤسسات واستهداف قوات الجيش والشرطة؟
- هذا إجرام إجرام إجرام، وهناك أيادٍ تخطط وتدبر مثل هذه الأمور، مثلما حدث فى العراق واليمن.
■ هل تعتقدين أن الإرهاب سيستمر؟
- لا أعرف.
■ هناك تحليلات تؤكد أن للإخوان علاقة بالعمليات الإرهابية التى تشهدها مصر؟
- من له مصلحة فى هذه العمليات، «مش عايزة أتكلم كتير أنا بخاف من الإخوان».
■ هل تتابعين مواقف الأمريكان، والأتراك، والقطريين مما يحدث فى مصر؟
- مواقف فظيعة، ساهموا قبل ذلك فى تدمير العراق وسوريا واليمن، والآن يحاولون تدميرنا.
■ بماذا تشعرين عندما يستشهد ضابط جيش أو شرطة؟
- أشعر بانهيار، ولذلك يمنعوننى من مشاهدة التليفزيون ليلاً بسبب البكاء حتى لا أتعرض للانهيار بسبب الأحداث التى أشاهدها.
■ على من تبكين: على الشباب الذى يقتل أم على مصر؟
- الاتنين طبعاً، خاصة الشباب اللى بيروحوا ومش أنا بس معندكش فكرة كمية الناس اللى فى حالتى دى.
■ ربما لأنك لم يخطر ببالك يوماً أن تصل مصر إلى هذه الحالة؟
- الناس بتتفرج على أفلامنا القديمة مش حباً فينا، بيشوفوا مصر اللى كانت، الشوارع والبيوت والبشر.. كانت الحياة سعيدة، ولم نكن نرى المصائب التى نعيشها الآن.
■ تشعرين بالحنين إلى مصر التى كانت؟
- أنا كنت جوه استديوهات، لكن بأحن للناس اللى كنت معاهم، أنا كنت معظم الوقت داخل بلاتوه، حتى أكملت 26 سنة، وأنا جوه بلاتوه، بعد كده هديت فى الشغل وابتديت أشوف الدنيا.
■ من وجهة نظرك.. ما الأخطاء التى أوصلتنا إلى هذه الحال منذ تنحى مبارك؟
- لم تكن لدى أدنى فكرة عن الثورة حتى رأيتها، أعتقد أنها بدأت بمجموعة من الشباب، ثم سار معهم كل مظلوم. هى ثورة شعبية 100%، و30 يونيو انتفاضة شعبية اللى كل الناس نزلت فيها، تجاوب غير طبيعى لما ينزلك 30 مليون.
■ وهل تتوقعين أن تشهد مصر ثورات أخرى فى المرحلة المقبلة؟
- الله أعلم، إحنا لسه «بنتمرجح»، وبندعى ربنا ينجّح المرشح الكويس، ويوفقنا فى الطريق السليم اللى يخدمنا ويحقق نهضة فى البلد ويفوّق الشباب من اللى همّا فيه، خصوصاً إن مصر فيها شباب كتير جداً مش لاقيين فرص عمل، طول ما احنا بنعمل إضرابات، امتى هنبتدى نفوق عشان نشتغل؟
■ هل رأيت المشير السيسى وجهاً لوجه؟
- لا لم أقابله.
■ لو التقيت به، ماذا تقولين له؟
- لا أعرف، لكن قلت قبل كده كتير «ربنا معاه»، لأن الفترة دى مطولة شوية، كل الناس قلقانة من تأخر إعلان السيسى ترشحه للرئاسة، قطعاً هو لسه أمامه مهام لم ينهها، وأكيد هو والضباط اللى معاه عايزين يفوّقوا البلد من الناس اللى بتهاجم الحدود الأول.
■ وهل ستصوتين لصالح السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال ليس وقتها، قلت سابقاً إنه لم يعلن تفاصيل ترشحه.
■ تنتظرين عرض برنامجه الانتخابى أولاً؟
- طبعاً لازم يعرض البرنامج الانتخابى الأول.
■ ماذا كان موقفك فى الاستفتاء الأخير؟
- قلت نعم للدستور.
■ لماذا؟
- كنت متحمسة جداً للنزول والمشاركة فى الاستفتاء، مفيش ست من اللى أعرفهم كسلت عن المشاركة، خصوصاً الستات ولاد البلد كانوا حاجة تفرح، تحس إنهم كانوا واعيين وفاهمين بالفطرة.
■ كنت سعيدة بحجم مشاركة المرأة المصرية فى الثورة والاستفتاء؟
- طبعاً، شفت الكل نازل، المرأة المتعلمة والمتوسطة والفقيرة.
■ هل تتوقعين أن تسعى أمريكا إلى محاربة السيسى وإفشاله؟
- ماقدرش أقول إيه اللى هيحصل بكرة، مش بلاقى الكلمة المظبوطة.
■ خايفة على أولادك وأحفادك من إيه؟
- طبعاً خايفة زى أى أم بتخاف على ولادها.
■ هل تتابعينهم؟
- كل أم وجدة فى مصر لازم تعمل كده.
■ ما رأيك فى الأحزاب المصرية، التى من المفترض أنها تواجه الإخوان فى الانتخابات المقبلة؟
- مفيش جديد، لسه الفقر موجود، ولسه فيه ناس مش معروفين خالص، لكن فيه أمل يظهر ناس كويسة فى المرحلة الجاية، عايزين الدنيا تروق، وساعتها بقى الله أعلم مين هيظهر على الساحة.
■ هل تتوقعين أن يتصرف السيسى بنفس سياسات مبارك ويعمل على التضييق على الأحزاب والقوى السياسية؟
- ماقدرش أقول أى حاجة فى المسألة دى.
■ هل تتابعين ما ينشر عن تعذيب الشباب فى السجون وغيره؟
- لا أصدق كل ما يقال، وفيه غلطة حصلت ومش هنقولها تانى لأنها اتصورت حكاية البنت اللى اتصورت وهما بيولودوها بالكلابشات دى غلطة غبية من عسكرى عايز يروح ياكل فقال أربطها، لازم رقابة أكتر على دول.
■ لو لم يترشح السيسى للرئاسة، من يكون البديل من وجه نظرك؟
- مفيش مرشح عنده الجرأة يواجه، البلد فيها فقر.
■ هل ترين عمرو موسى مرشحاً مناسباً للرئاسة؟
- أعتقد أنه «مش عايز خلاص»، لكن هو إنسان لطيف بيحب الدنيا والناس.
■ وهل تتابعين البرادعى؟
- صُدمت فى البرادعى، بعد أن كنت من الناس المتحمسين له جداً.
■ متى صُدمت فيه تحديداً؟
- يوم أن أعلن استقالته من منصبه فجأة، لم يكن الوقت مناسباً، لكن «مفيش حد يعرف ما فى الدهاليز».
■ البعض يقول إن البرادعى يتعامل مع مصر بوصفه سائحاً لا مواطناً؟
- البرادعى مصرى ابن مصرى، والده كان قاضياً كبيراً، ومعروف عنه أنه متدين.
■ هل ترين فى ذلك سبباً من لقربه من الإخوان؟
- لا أعرف.
■ هل انتهى مستقبله السياسى فى مصر؟
- بعد ما حدث، نعم انتهى مستقبله السياسى.
■ ما أكثر شىء يضايقك فى مصر حالياً؟
- الجو غير المستقر، والفوضى فى الشوارع.
■ تقصدين التوك توك والأوتوبيسات والباعة الجائلين؟
- نعم، وضرب البمب والنار، أنا أسمى كل ذلك بلطجة، ابتداء من الذى يضرب البمب وحتى من يقود السيارة دون أن يتعلم أصول القيادة، وحين تلومه يشتمك.
■ هل ترين أن مصر تدهورت فى التربية والأخلاق والحضارة؟
- تدهورت جداً، فين أيام زمان، مفيش حد كان يقول كلمة خارجة، الناس كانت مؤدبة أكتر من دلوقتى.
■ وما سبب انهيار الأخلاق إلى هذا الحد من وجهة نظرك؟
- أعتقد أن المعاناة هى السبب، مستحيل أن يتغير الناس إلى هذا الحد دون أن تكون المعاناة سبباً، لازم تحصل حاجة بسرعة علشان نلحق الناس دى كلها.
■ لو طلبت منك وضع نقاط فى البرنامج الانتخابى للسيسى أو أى مرشح رئاسى آخر، ماذا تضيفين إلى التعليم والصحة؟
- فشل التعليم خرج لنا جهلاً غير طبيعى فى كل حاجة، لكن عموماً فيه جيل كويس حاليا، والشباب بيعرف يتكلم كويس جداً وفاهم فى كل حاجة، وإن كان متسرعاً.
■ هل تعتقدين أن ذلك كان أحد أسباب الأزمة فى ثورة يناير بعد الإطاحة بمبارك؟
- نعم، التسرع يسبب كثيراً من المشاكل.
■ حين تمشين فى الشوارع، ما هو أكثر ما يضايقك؟
- وهل من يسير فى الشارع يراه، عربية على يمينك وعربية على شمالك، وأمامك وخلفك، زحام.
■ لكن زمان كان الوضع مختلفاً؟
- كنت زمان بءشوف النيل، لكن دلوقتى لأ، حتى شارع النيل فيه مليون عربية، لازم تطلع أى عمارة عالية علشان تشوف النيل.
■ القنوات والبرامج أصبحت أكثر من زمان، هل تتابعين؟
- نعم، فيه حاجات كتير كويسة.
■ فى العام الذى شهد حكم الإخوان، خاض الإعلام معركة كبيرة.. هل كنت تتابعينها؟
- نعم، كانت معركة هايلة جداً.
■ ما رأيك فى الأداء الإعلامى وبرامج التوك شو، البعض ينتقد الصراخ والغضب فى البرامج؟
- أنا أتابع بعض البرامج يومياً، لا أشاهد الجميع بصراحة.
■ ماذا تتابعين فى الفترة المسائية؟
- من الأفضل ألا أحدد أسماء، حتى لا أنسى أحداً، وأضايق آخرين.
■ ألست «دبلوماسية» بدرجة كبيرة؟
- لا، لست دبلوماسية، لكن أقصد أنه ربما تكون هناك محطة فضائية ليس فيها مذيعين كويسين، وبكرة يجيبوا غيرهم، لست منحازة، لكن بصراحة هناك مذيعات جدد هايلين جداً، ولديهم جرأة وثقافة ووعى، لكن هناك آخرين يقلدون فقط.
■ هل تذهبين إلى السينما؟
- لا أبداً.
- اقتباس :
- «مرسى» ما حصلش.. ولما كنت بسمع خطاباته بفطس على نفسى من الضحك
■ والأفلام فى الفضائيات؟
- نعم، أتابع أفلاماً أجنبية.
■ والعربى؟
- أقلب بالريموت، وغالباً الأحداث التى تشهدها مصر تلاحق المشاهد، وأمرونى بالابتعاد عن متابعة الأخبار منذ أسبوع.
■ هل لأنك تبكين ولا تتحملين مشاهد الاشتباكات؟
- لم أعد أقدر على متابعة بكاء الأمهات فى جنازات الشهداء.
■ بصراحة، هل نعيش واقعاً قبيحاً فى مصر؟
- الواقع مؤلم وليس قبيحاً فحسب.
■ ومن ترينه قادراً على إصلاح هذا المشهد؟
- ربنا وحده يعلم متى ينصلح الحال.
■ المهمة ستكون صعبة جداً على السيسى؟
- نعم، ستكون المهمة صعبة جداً جداً جداً.
■ فوق طاقة البشر؟
- كل شىء ممكن، وأعتقد أن السيسى عمل كل ده لأن معه رجالة.
■ رجال موثوق فيهم، أم أصحاب خبرة؟
- أصحاب خبرة طبعاً، أتمنى أن يكون رئيس الجمهورية القادم حريصاً على العمل مع أصحاب الخبرة، لأن مصلحة البلد فوق أى حاجة.
■ لكن معروف عن العسكريين أنهم يختارون أهل الثقة؟
- مهما قالوا عنهم، أكيد فيهم ناس هايلة، وفى وسط الحرب التى تخوضها مصر حالياً، أكيد السيسى عارف مين الأفضل فيمن هم حوله، أنا كواحدة من الشعب هأعرف إزاى؟
■ إذا أصبح السيسى رئيساً، ثم انتهج نفس سياسات من هم قبله، ماذا سيكون موقفك منه؟
- قطعاً هزعل منه جداً واتصدم فيه.
■ هل ستضيع البلد فى هذه الحالة؟
- وقتها ربنا هيرزقنا، مش ممكن يسيبنا كده، خصوصاً أننا تعرضنا لذلك من قبل.
■ حين تتابعين السيسى وهو يتحدث فى خطاباته، بماذا تشعرين؟
- هو لا يتكلم كثيراً، ماذا تقصد؟
■ البعض يقول إنه صادق وآخرون يقولون إنه يمثل.
- لا، السيسى ليس ممثلاً، لكننى أشعر بألمه فى مواقف بعينها، وبقوته فى خطاباته للجيش، لا يصح أن نصنع منه إلهاً، أفعاله فيما بعد ستساعدنا على فهم طبيعته.
■ كثيرون يرددون أن لافتات النفاق فى الشوارع تصنع من السيسى فرعوناً حتى قبل أن يحكم؟
- أدعو الله أن يكون السيسى واعياً لذلك.
■ مصر فى حاجة لـ«رئيس واعى»؟
- طبعاً، وأعتقد أن السيسى كذلك.
■ لكن أى إنسان فى هذه الظروف «جهازه العصبى يضرب».. هل أنت متفائلة؟
- متفائلة طبعاً، لكن أنا لا أعرف السيسى، فقط أعرف أننى «ارتحت له».
■ وما رأيك فى المستشار عدلى منصور؟
Very nice man.
■ ترينه مسئولاً محترماً؟
- نعم، المستشار عدلى منصور محترم جداً.
■ هل تشعرين بزهده فى السلطة والمناصب؟
- لا أعرفه على المستوى الشخصى، لكن طريقة كلامه تؤكد أنه إنسان محترم إلى أقصى درجة.
■ وما رأيك فى موقف السعودية والإمارات والكويت لدعم مصر؟
- هايل هايل هايل، كلنا لازم نساند بعض.
■ متفائلة بأن الشعب سيدعم السيسى بالعمل فى المرحلة المقبلة؟
- على كل نبيه أن يعمل بجد، ولا يصح أن نحكم على تجارب الناس بهذه البساطة، لا بد أن نعمل أولاً ونمنح الثقة لمن يعمل، حتى يرتكب أخطاء كبيرة لا قدر الله، وقتها نقول له لأ، لكن للأسف ليس لدينا حالياً غير كلمة «لأ».
■ هل تشاهدين إعلانات أفلام السبكى؟
- لأ، لكن هناك أفلاماً أخرى بتكلفة إنتاج أقل، وتحصل على جوائز، وأعتقد أن هناك فيلماً حصل على جوائز لا أول لها ولا آخر.
■ فيلم «لا مؤاخذة»؟
- أعتقد هو ده.
■ تعتقدين أن هذه الأفلام تنقذ حال السينما نسبياً؟
- نعم، النوع ده من الأفلام بيقول إن لسه عندنا سينما.
■ حين تتابعين محاكمات مبارك ومرسى، بماذا تشعرين تجاههما؟
- أصعب شىء أن تشمت فى أحد، لم أشمت فى مبارك أبداً.
مبارك عمل حاجات كويسة، أثرها باقى لحد النهارده، يعنى مثلاً وقفته إلى جانب الكويت فى حرب الخليج، نفعت مصر الآن، لأن الكويت بتدعمنا بعد 30 يونيو.
■ وماذا عن مرسى.. هل تضحكين حين ترينه على الشاشة؟
- من كثرة خطاباته، لى حفيد صغير كان يقول لى مرسى وشفيق، بنبقى «فطسانين من الضحك.. مرسى محصلش».
■ عندما تتابعين مظاهرات الإخوان وأعمال العنف فى الشارع، هل تشعرين أن لهم مطالب حقيقية؟
- كل الإضرابات فيها مندسين وبأحس إن الناس دى «مزقوقة».
■ وما الحل لتهدئة الشارع السياسى فى مصر من وجهة نظرك؟
- الحل فى إن الناس تشتغل، ويواجهوا الضغط الاقتصادى، لأن ثلاثة أرباع الاحتجاجات سببها أن الناس مش قادرة تكمل من قلة الفلوس، مش عارفة تشترى لولادها الأكل والدوا، الراجل من دول يا يقتل عياله يا ينتحر، لكن بالعمل الفلوس بتيجى وتتحل الأزمات.
■ الشباب يطالبون بالمشاركة فى الحكم، ما تعليقك؟
- المفروض يشاركوا فعلاً، لكن مش لازم الشاب منهم يبقى وزير من بكرة، أكيد فيه مناصب ممكن تؤهله للخطوة دى، لازم نبنى كوادر جديدة، مصر مبقاش فيها وسط، يا صغيرين يا فوق الثمانين.
■ أنتِ مع الشباب فى مطلبهم إذن؟
- عندهم حق طبعاً، لكن نفسى يبقى عندهم شوية صبر وأمل.
■ لكن الشباب يقولون «طول عمرنا صابرين»؟
- لهم العذر، لكن لا بد أن يمنحوا فرصة للدولة، وأنا سمعت إن الحكومة أعلنت أنها ستضع الشباب فى مناصب مساعدة فى كل وزارة، فى كل العالم الوزير فقط يتغير، ومن بعده شباب فى الصف الثانى والثالث.
■ ماذا تقرأين حالياً؟
- روايات قصيرة، لم أعد أقدر على قراءة الروايات الطويلة، وكتابات محمد المخزنجى تعجبنى، وأيضاً صنع الله إبراهيم، وزمان كنت أقرأ إنتاج يوسف إدريس.
■ ومن كتاب المقالات؟
- لازم أحضر ذهنى، أقرأ العناوين فقط صباحاً، ولو لفت انتباهى موضوع أقرأ المقالة كلها. وخليك معايا فى الأسماء.
■ هل تقرأين فهمى هويدى مثلاً؟
- لا.
■ قلت من قبل إنك تقرأينه؟
- مش فاكرة.. «معلش فيه حاجات اتنست».